مصيرنا بأيدينا وليس بأيدي ''الفراعنة''

يجري اليوم المنتخب الوطني الجزائري مباراته الخامسة وما قبل الأخيرة برسم الجولة الثالثة ضمن التصفيات المزدوجة لكأسي أمم إفريقيا والعالم 2010 في الدور الثالث والأخير أمام منتخب رواندا، بداية من الساعة السابعة والربع بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.
كنّا نتمنّى جميعا أن يطلع علينا شمس الحادي عشر من أكتوبر لسنة 2009، كنّا نتمنّى ذلك فقط من أجل أن نفرح بالتتويج من الجزائر، لا أكثر ولا أقل، من باب العادة والتقليد، كون النخبة الوطنية سبق لها وأن رسّمت تأهّلها لكأسي العالم لسنتي 1982 و1986 من الجزائر. ففي المرة الأولى فزنا في مباراة الإياب من الدور الأخير على نيجيريا بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة (17 جوان) سابقا، بهدفين مقابل هدف، وفي المرة الثانية قهرنا منتخب تونس بثلاثية نظيفة بملعب 5 جويلية.
وما يجهله المصريون أن المنتخب الجزائري، خلال المقابلتين الأخيرتين أمام نيجيريا في تصفيات مونديال 1982 وأمام تونس في تصفيات مونديال 1986، فاز دون عناء خارج قواعده، فحقق انتصارا بهدفين دون رد في لاغوس وبأربعة أهداف مقابل هدف في تونس، ما يعني أن كسب الرهانات الصعبة ليس بالجديد على ''الخضر'' وليس بالمهمّة المستحيلة على الجزائريين.
وبعدما فاز منتخب مصر على زامبيا، ومدّد ''السوسبانس'' إلى يوم 14 نوفمبر، فإننا نعود ونتمعّن في تصريحات المدرّب الوطني ولاعبي ''الخضر'' قبل ثلاثة أيام، بشأن مباراة زامبيا ومصر، ونفهم أخيرا، أسباب حرص كل اللاّعبين وأعضاء الطاقم الفني على التأكيد بأن مصيرنا ليس مرتبط بما ستسفر عنه مباراة ''الفراعنة'' أمام ''التماسيح''، وفهمنا أخيرا أن ربط مستقبل الجزائر بنتيجة تلك المباراة يعتبر انتحارا، فقد تأكّد لنا بما لا يدع مجالا للشك، بأن مصيرنا فعلا بأيدينا وليس بأيدي المصريين أو الزامبيين.
ولن نقول أبدا بأننا مطالبين بتحقيق انتصار عريض على منتخب رواندا، حتى نتنقّل إلى ''أم الدنيا'' بفارق مريح، نقتل به روح الأمل لعناصر المدرّب حسن شحاتة، بل نعود إلى ما قاله كريم زياني في آخر تصريحاته والتي نقلتها ''الخبر''، بأنه ''يكفي أن نفوز بهدف دون رد على منتخب رواندا، لأن ما يهمّنا هو النقاط الثلاث''، ما يعني أن لاعب فولسبورغ الألماني، ومعه المدرّب رابح سعدان وكل اللاّعبين ورئيس الاتحادية محمد روراوة، رتّبوا أمورهم على مثل هذا السيناريو، وكأنهم كانوا يقولون لكل الجزائريين ''نحن قادرون على العودة بتأشيرة التأهّل من مصر، ليس عن طريق التقليل من الأضرار، بل من خلال فرض التعادل أو حتى الفوز على منتخب مصر.''
وحتى لا ننسى أو نتناسى بأن رابح سعدان وأشباله، منحونا فرصة الحلم بالمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، فإن من الواجب أن نقف لحظة للتأمّل في نتائج النخبة الوطنية، فنحن نحتل المركز الريادي، وفزنا ذهابا وإيابا على منتخب زامبيا، ما لم يحدث منذ ست سنوات، وأطحنا بمنتخب ''الفراعنة'' أبطال إفريقيا مرتين على التوالي، ولم نخسر منذ 13 شهرا، والأكثر من ذلك أن دفاعنا لم يتلقّ سوى هدفا واحدا، بفضل نجوم المنتخب الوطني، ما يعني أن الشك والخوف سينتاب المصريين وليس الجزائريين.
المهم، أن مباراة زامبيا ومصر قد انتهت وعرفت نتيجتها، وبقي أن نصنع مصيرنا بأيدينا من خلال تحقيق المهمّ بملعب البليدة أمام منتخب رواندا، على أن نسرق الأمل من المصريين من القاهرة ليكون أسوأ سيناريو تعيشه الكرة المصرية، طالما أن منافسنا رفع التحدّي، ورفض الاستسلام وفضّل أن تقتل روح الأمل فيه بأرضه.